قراءة تحليلية | بعد استهداف الضباط السعوديين في اليمن

استهداف ضباط سعودين في اليمن

تحليل استهداف الضباط السعوديين في اليمن يستدعي النظر إلى مجموعة من العوامل السياسية والاستراتيجية التي قد تكون وراء مثل هذه العمليات. هنا بعض النقاط التحليلية التي قد توضح سياق وأبعاد هذا الاستهداف:

1. تصاعد التوتر الإقليمي بين السعودية وإيران قد يكون دافعاً وراء استهداف الضباط السعوديين في اليمن، كجزء من لعبة نفوذ أكبر بين البلدين، حيث يدعم كل منهما طرفًا محليًا في الصراع اليمني. تعمل جماعة الحوثي المدعومة من إيران على استهداف المصالح السعودية، بما في ذلك القوات والضباط، بهدف ممارسة الضغط على السعودية لإرغامها على تقديم تنازلات سياسية أو سحب وجودها العسكري.

2. إضعاف التحالف العربي: يهدف الحوثيون من خلال استهداف ضباط سعوديين إلى إضعاف التحالف العربي بقيادة السعودية، ومحاولة زرع الفوضى وإضعاف الروح المعنوية لدى القوات المشتركة. من شأن قتل أو إصابة قيادات عسكرية أن يشكل ضغطًا على القيادة السعودية ويؤدي إلى تراجع العمليات.

3. تعزيز موقف الحوثيين في المفاوضات: يسعى الحوثيون لتحسين موقفهم التفاوضي عن طريق ممارسة الضغوط العسكرية. فكلما زادت الخسائر السعودية، ازداد حافزها للتفاوض، مما يمنح الحوثيين ورقة ضغط أكبر في أي مفاوضات قادمة.

4. الرسائل الإعلامية والدعائية: يعتبر استهداف ضباط سعوديين في اليمن رسالة إعلامية تخدم الحوثيين داخلياً وخارجياً، إذ تعزز من موقفهم أمام أنصارهم ومؤيديهم. تهدف هذه الرسائل إلى إظهار القوة والقدرة على مواجهة القوات السعودية، مما يعزز من ثقة الجماهير المحلية والعالمية بقدرات الحوثيين العسكرية.

5. دور القوى الخارجية: قد يكون وراء استهداف الضباط السعوديين تحريض من بعض الأطراف الدولية التي لها مصلحة في استمرار النزاع وإضعاف السعودية كقوة إقليمية مؤثرة. فمن خلال استمرار النزاع، يتم إضعاف اقتصادها واستنزاف مواردها، ما يضعف قدرتها على التأثير في القضايا الإقليمية.

6. اختبار قدرة السعودية على التحمل: يمكن أن يكون الهدف من الاستهداف المستمر للضباط السعوديين هو اختبار مدى قدرة السعودية على تحمل خسائر بشرية كبيرة، ومعرفة ما إذا كانت القيادة السعودية ستتحمل تكاليف بشرية ومالية كبيرة على المدى الطويل.

7. ردع أي تقدم عسكري سعودي: يهدف الحوثيون من خلال هذه الاستهدافات إلى ردع أي محاولات عسكرية للسعودية للتقدم أو شن هجمات، خاصةً في مناطق حساسة قد تهدد معاقلهم في اليمن.

8. ضغوط داخلية على السعودية: في حال ازدياد أعداد الخسائر البشرية، قد يزيد الضغط الشعبي على الحكومة السعودية لإنهاء تدخلها في اليمن، أو على الأقل تخفيفه، ما قد يحقق للحوثيين وحلفائهم ميزة استراتيجية.

9. استنزاف السعودية اقتصادياً: أي استمرار للصراع وتكثيف الضربات على السعودية يعني زيادة التكاليف على المملكة في جوانب الدعم اللوجستي والعملياتي، مما يؤدي لاستنزاف الموارد المالية وتعطيل بعض المشاريع التنموية والاقتصادية داخل السعودية.

بشكل عام، يعكس استهداف الضباط السعوديين في اليمن تعقيدات الصراع اليمني الذي بات ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، حيث يحاول كل طرف تحقيق مكاسب على حساب الآخر بطرق تتجاوز البعد العسكري إلى البعد السياسي والاستراتيجي.

الدكتورة صباح الكثيري | نقلا عن مداخلة في مساحة صوتية عبر منصة X

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *